جيف بيزوس، اسم يتردد في عالم الأعمال والتكنولوجيا، يُعتبر من أبرز رواد الأعمال في العصر الحديث. بدأ رحلته بفكرة بسيطة تحولت إلى إمبراطورية تجارية غيرت مفهوم التسوق عبر الإنترنت. تُعد قصة نجاحه مصدر إلهام للكثيرين، حيث تمكن من بناء ثروة هائلة جعلته من أغنى رجال العالم.
وُلد جيفري بريستون بيزوس في 12 يناير 1964 في مدينة ألباكركي بولاية نيومكسيكو الأمريكية. منذ صغره، أظهر اهتمامًا بالتكنولوجيا والعلوم، مما دفعه لدراسة الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب في جامعة برينستون، حيث تخرج بمرتبة الشرف عام 1986. بعد التخرج، عمل في عدة شركات في وول ستريت، حيث اكتسب خبرة واسعة في مجال التمويل والتكنولوجيا.
اقرأ أيضًا: رحلة إيلون ماسك من الفقر إلى الثراء: قصة نجاح ملهمة
في عام 1994، لاحظ بيزوس النمو السريع لاستخدام الإنترنت، حيث كان يتزايد بمعدل 2300% سنويًا. أدرك الفرص الهائلة التي يقدمها هذا النمو، فقرر ترك وظيفته المرموقة في شركة D.E. Shaw، وبدأ التفكير في إنشاء متجر لبيع الكتب عبر الإنترنت. استثمر مدخراته، بالإضافة إلى دعم مالي من والديه بقيمة 100 ألف دولار، وأسس شركته في مرآب منزله في سياتل.
في يوليو 1995، أطلق بيزوس موقع “أمازون” لبيع الكتب عبر الإنترنت. خلال الشهر الأول، حقق الموقع مبيعات في جميع الولايات الأمريكية و45 دولة أخرى، حيث بلغت المبيعات 20 ألف دولار أسبوعيًا. هذا النجاح السريع دفع بيزوس لتوسيع نطاق المنتجات المعروضة، ليشمل الأقراص المدمجة، وألعاب الفيديو، والبرمجيات، ثم الملابس والإلكترونيات.
مع مرور الوقت، أصبحت أمازون أكبر متجر إلكتروني في العالم، حيث تجاوزت قيمتها السوقية تريليون دولار. في عام 2017، أصبح بيزوس أغنى رجل في العالم بثروة تجاوزت 90 مليار دولار، متفوقًا على بيل غيتس. وفي عام 2020، خلال جائحة كورونا، ارتفعت ثروته إلى 200 مليار دولار، ليصبح أول شخص يصل إلى هذا الرقم في التاريخ.
لم يقتصر طموح بيزوس على التجارة الإلكترونية فقط، بل امتد إلى مجالات أخرى. في عام 2000، أسس شركة “بلو أوريجن” المتخصصة في تقنيات الفضاء، بهدف جعل السفر إلى الفضاء متاحًا للجميع. وفي عام 2013، استحوذ على صحيفة “واشنطن بوست” بقيمة 250 مليون دولار، مما يعكس اهتمامه بالإعلام والصحافة.
تُعد قصة جيف بيزوس مثالًا حيًا على كيفية تحويل فكرة بسيطة إلى إمبراطورية عالمية. من خلال رؤيته الثاقبة، وجرأته في اتخاذ القرارات، والتزامه بالابتكار، استطاع بيزوس أن يغير وجه التجارة العالمية، ويصبح رمزًا للنجاح في العصر الرقمي.
من هو أغنى رجل في العالم عام 2024؟
في عام 2024، شهدت قائمة أغنى رجال العالم تغييرات ملحوظة، حيث تصدّر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك القائمة بثروة تقدر بحوالي 221.4 مليار دولار، وفقًا لتقرير مجلة فوربس الصادر في يوليو 2024.
جاء هذا الارتفاع في ثروته نتيجة لزيادة قيمة أسهم شركاته، خاصة تسلا وسبيس إكس، بالإضافة إلى استثماراته في مجالات التكنولوجيا والفضاء.
في المرتبة الثانية، حلّ جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون، بثروة بلغت 210.2 مليارات دولار. على الرغم من تراجع مركزه مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أن بيزوس لا يزال من أبرز الشخصيات في عالم الأعمال، بفضل توسع أمازون المستمر واستثماراته في مجالات متنوعة.
أما برنارد أرنو، رئيس مجلس إدارة مجموعة LVMH الفرنسية، فقد جاء في المرتبة الثالثة بثروة تقدر بـ193.7 مليار دولار. يُعزى هذا التراجع إلى انخفاض قيمة أسهم مجموعته المتخصصة في السلع الفاخرة، على الرغم من استمرارها في تحقيق أرباح قوية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الترتيبات قابلة للتغيير بناءً على تقلبات الأسواق المالية واستثمارات الأفراد. لذلك، يُنصح بمتابعة التقارير المالية الموثوقة للحصول على أحدث المعلومات حول ثروات أغنى رجال العالم.